وجدت ميغان ماركل، دوقة ساسكس، نفسها مرة أخرى في قلب عاصفة اتهامات جديدة تتعلق هذه المرة بمسلسل كرتوني للأطفال كان مقررا إنتاجه لصالح “نتفليكس”.
وكشفت الكاتبة والرسامة البريطانية ميل إليوت النقاب مؤخرا عن مراسلات قانونية أرسلتها إلى ميغان وشركة إنتاجها “أركويل” (Archewell Productions)، تشير فيها إلى وجود تشابه صارخ بين مسلسل “بيرل” الذي تخطط له الدوقة وشخصية “بيرل باور” التي ابتكرتها إليوت عام 2014 ونشرت حولها سلسلة كتب ناجحة.
وكان من المقرر أن تنتج ميغان المسلسل المثير للجدل الذي أعلن عنه في تموز 2021 كجزء من الصفقة الضخمة بين دوق ودوقة ساسكس و”نتفليكس” بقيمة 100 مليون دولار، بالتعاون مع مخرج الأفلام الكندي ديفيد فورنيش.
وتدور فكرة المسلسل حول فتاة صغيرة تكتشف قوتها المستوحاة من نساء مؤثرات عبر التاريخ. لكن الكاتبة إليوت، التي تتمتع بشهرة عالمية بفضل سلسلة كتبها المترجمة لعدة لغات، رأت في هذا العمل تقليدا صارخا لشخصيتها التي قدمتها قبل سبع سنوات.
وفي خطاب قانوني أرسلته عبر محاميها يوليو 2021، وصفت إليوت التشابه بين العملين بأنه “كبير جدا ولا يمكن أن يكون صدفة”، محذرة من احتمال انتهاك حقوق الملكية الفكرية. لكن الصدمة كانت بعدم تلقيها أي رد، ما دفعها لإرسال خطابين شخصيين في أكتوبر 2021 وفبراير 2022، دون أن تحصل حتى على إشعار بالاستلام.
وعلق الخبير الملكي فيليب دامبيير على الأزمة، واصفا إياها بأنها “نمط متكرر من الأخطاء الطفولية” التي ترتكبها ميغان وفريقها. وأشار إلى أن “هذه الحوادث المتكررة تعكس غياب البحث الجيد والتدقيق القانوني قبل إطلاق المشاريع”، مضيفا أن “اتهامات بالسرقة الفكرية تضر بسمعة الدوقة بينما تحاول بناء مسيرة مهنية جديدة بعد تنحيها عن المهام الملكية”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها ميغان اتهامات بالتقليد. ففي 2023، اتهمها معجبو باميلا أندرسون بتقليد فكرة برنامجها “الطبخ مع الحب” ببرنامجها الخاص للطبخ على “نتفليكس” بعنوان “مع حب ميغان”، كما واجهت انتقادات حادة بسبب تشابه شعار علامتها التجارية مع رمز تاريخي لمدينة مايوركا الإسبانية.
وقد أحصت الصحف البريطانية سبع حوادث مماثلة منذ انسحاب ميغان من الحياة الملكية.
ومن جهتها، أعربت إليوت عن خيبة أملها، خاصة وأن ميغان تتبنى خطابا نسويا يدعم تمكين المرأة. وقالت للصحف: “الأمر الأكثر إيلاما هو التجاهل التام لاعتراضاتي، في حين كان بإمكاننا تحويل هذا إلى فرصة للتعاون بدل المواجهة”.
ويذكر أن “نتفلكس” أعلنت إلغاء مسلسل “بيرل” في ايار 2022 ضمن عدة مشاريع أخرى، وبررت القرار بانخفاض أعداد المشتركين والحاجة لخفض التكاليف. رغم أن البعض يربط قرار الإلغاء بالجدل القانوني المحيط بالمسلسل.
كما أزالت ميغان من جانبها كل الإشارات إلى المشروع من موقع شركة إنتاجها، في خطوة تفسر على أنها محاولة لطي الصفحة.
ويرى الخبير القانوني في حقوق الملكية الفكرية ماركوس هاربر أن “القضية تطرح تساؤلات أكبر حول آليات العمل في هوليوود، حيث تتعرض أعمال المبدعين المستقلين للاستغلال من قبل الشركات الكبرى”. بينما يرى محللون أن هذه الحوادث المتكررة تعكس التحديات التي تواجهها ميغان في مسعاها لبناء هوية مهنية مستقلة، خاصة بعد نفاد ما يسميه البعض “ذخيرتها الإعلامية” المتعلقة بالحياة الملكية.