أكد أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين “أن السلام يُبنى بصبر يوماً بعد يوم في إطار الاحترام المتبادل”.
وفي حديث مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، لم يُخفِ بارولين قلق الكرسي الرسولي حيال إمكانية اتساع رقعة الحرب الدائرة في أوكرانيا، “ما يمكن أن يسفر عن مزيد من الآلام وسقوط الكثير من الضحايا الأبرياء”، لكنه في الوقت نفسه شدّد “على حقّ الأوكرانيين في الدفاع عن النفس”.
وذكّر بارولين في هذا السياق بالكلمات التي قالها البابا فرنسيس في مناسبات عدة عندما شدّد على أن السلام لا يمكن أن يُفرض إطلاقاً، إذ إنه قيمة تُبنى يوم بعد يوم في إطار الحوار والاحترام المتبادل.
وأكد “أن الكرسي الرسولي يدعم سيادة ووحدة الأراضي الأوكرانية”، مضيفاً أنه “يتعيّن على الأوكرانيين أنفسهم أن يقرّروا القضايا التي يتفاوضون عليها، أو التنازلات التي يمكن أن يقدّمونها”. ولفت إلى “أن السلام العادل والدائم ممكن فقط إذا ارتكز إلى احترام العدالة والقانون الدولي”.
ولاحظ أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان “إن مقاربة الإدارة الأميركية الحالية مختلفة تماماً عن المقاربات التي اعتدنا عليها”، وذكّر بأن الكرسي الرسولي “يسعى دائماً إلى وضع الشخص البشري في المحور، وقال “إن ثمة أشخاصاً كثيرين يتألمون اليوم بسبب قرار الإدارة الأميركية المتعلق باقتطاع المساعدات الدولية”.
وتحدث عن الصور والمعلومات المرعبة “التي تصلنا من قطاع غزة ولا يمكن القبول بها من الناحية الخلقية”. وأكد “أن الدفاع عن النفس هو حق مشروع لكنه لا ينبغي أن يؤدي إلى القضاء، كلياً أو جزئيا، على شعب آخر، أو إلى حرمان هذا الشعب من حقه المشروع في العيش في أرضه”.
وحذّر بارولين “من مغبة الوقوع في فخّ من يدّعون أننا نشهد اليوم صراعات دينية”، مشيرا إلى “أن الأديان والقيم الروحية يتم استغلالها لغايات أرضية.