كشفت مصادر مطّلعة لـ”الأخبار” أن “الموفد الاميركي عاموس هوكشتين نقل خلال زيارته الأخيرة لبيروت قبل أسبوعين أن إسرائيل ستنهي خلال أسابيع العمليات الكبيرة في غزة، حيث ستعيد نشر قواتها وتوقف الأعمال الحربية الكبيرة”. وأشار إلى أن إدارة بلاده تعمل على إحياء مشروع الاتفاق مع حماس، رغم أن الضغط المصري والقطري لم ينتج تجاوباً من قبل المقاومة الفلسطينية”.
وفي اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال هوكشتين: “نعرف أن الجبهة اللبنانية مرتبطة بالحرب في غزة، ولا مجال لأي ترتيب سياسي على الحدود قبل انتهاء الحرب هناك”. وعليه، تناول المبعوث الأميركي النقاط التالية:
أولاً، أن يقدّم حزب الله، بحكم تحالفه مع حماس وعلاقاته القوية معها، المساعدة في العمل على وقف الحرب بإقناعها بالقبول بمبادرة الرئيس جو بايدن، بناءً على تعهد شخصي من الأخير في حال وقف إطلاق النار، بعدم عودة إلى الحرب.
ثانياً، في حال لم يكُن حزب الله في وارد التواصل مع حماس، فلماذا يريد إبقاء الجبهة اللبنانية مفتوحة في حال قررت إسرائيل وقف العمليات الكبيرة؟
ثالثاً، لفت هوكشتين إلى أن إسرائيل “تواجه أزمة كبيرة بسبب نزوح 100 ألف مستوطن، ولا أحد يمكنه منعها من القيام بأي عمل عسكري ضد لبنان، رغم أننا نرفض ذلك”.
وسأل الموفد الأميركي: “ماذا لو قبل معنا الحزب بأن يعود، عندما تتوقف العمليات الكبيرة في غزة، إلى القتال الذي بدأه يوم 8 تشرين الاول. أي أن يحصر المواجهة في مزارع شبعا المحتلة. وعندها يكون هناك وقف لإطلاق النار على طول الحدود، بما يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم وللمستوطنين بالعودة إلى قراهم في شمال إسرائيل، وبعدها نبحث في الترتيبات المناسبة لإدارة الوضع في الجنوب”. وأكّد أن “الولايات المتحدة معنية بالمساعدة على تنشيط الاقتصاد المحلي في الجنوب وهي مستعدّة للدعم في حال تجاوب الحزب وأوقف إطلاق النار”.
وردّ بري بأن “وقف العمليات الكبيرة في غزة، لا يعني وقف الحرب. وبالتالي فإن الجبهة هنا لن تتوقف ما لم يتوقف العدوان بصورة كاملة وتنسحب قوات الاحتلال من غزة، وتعلن المقاومة في فلسطين حصول وقف إطلاق النار”. وأضاف: “لا أعتقد أن حزب الله في وارد البحث مع حماس حول ما تقوم به في إدارة المعركة ميدانياً أو إدارة المفاوضات سياسياً”.
وقبل أيام من الانتقال إلى المرحلة الثالثة، أعاد هوكشتين تحريك اتصالاته من باريس حيث يلتقي اليوم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للبحث في الشأن اللبناني. وترتبط هذه الزيارة أولاً بالمساعي لمنع تدهور الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وتلكَ التي تشارك فيها فرنسا بشأن انتخاب رئيس جديد للبنان. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصادر مطّلعة أن “هوكشتين سيلتقي كذلك مستشاراً في الخلية الدبلوماسية في قصر الإليزيه”.