مصير الودائع إذا «رجع» التسليف المصرفي؟ (أنطوان فرح – الجمهورية)

الإثنين ١ تموز ٢٠٢٤

مصير الودائع إذا «رجع» التسليف المصرفي؟ (أنطوان فرح – الجمهورية)

كثيرون فهموا الدعوة التي أطلقها حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري الى ضرورة عودة التسليف المصرفي على غير حقيقتها. وربط كثيرون الدعوة بمصير الودائع، وفق نظرية أن لا عودة للقطاع المصرفي الى ممارسة وظيفته التمويلية، قبل انجاز الاتفاق على كيفية إعادة الودائع.

طُرحت تساؤلات كثيرة حول الموقف الذي أطلقه منصوري في موضوع عودة التسليف المصرفي، وتمحورت التساؤلات حول النقاط التالية:

أولاً – ما هو مصدر الاموال التي قد تستخدمها المصارف للتسليف في السوق؟

ثانياً – ما هي ضمانات التسليف، طالما انّ القروض السابقة تمّت إعادتها بالليرة او باللولار؟

ثالثاً – هل ان كل المصارف قادرة على التسليف؟

رابعاً – هل من المسموح ان يعود القطاع المصرفي الى ممارسة وظيفته التمويلية، قبل انجاز الاتفاق على كيفية اعادة الودائع؟

خامساً – هل يمكن للمواطن ان يستعيد الثقة في المصارف، ويعود الى ايداع الاموال فيها؟ ومن دون ذلك، هل تستطيع البنوك العودة الى الاقراض في السوق؟

سادساً – ما هي الفوائد والاضرار التي يمكن ان تنتج عن خطوة من هذا النوع في هذا التوقيت؟

كل هذه التساؤلات، طرحها المتوجّسون من دعوة منصوري الى عودة التسليف المصرفي. وهي تساؤلات مشروعة تحتاج الى توضيحات واجابات مُقنعة، خصوصاً بالنسبة الى المودعين. لكن من يتابع المسار الذي يتبعه الحاكم بالانابة يدرك انّ الرجل يحسب خطواته بدقة، بل ان البعض يأخذ عليه المبالغة في الحذر، بما يؤكد ان ما كشفه لم يكن دعسة ناقصة، بل جاء نتيجة مسار يتّبعه منصوري منذ فترة.

في الواقع، ينبغي الفصل بين مصير الودائع وعمل المصارف. بمعنى ان حظوظ الودائع في العودة الى اصحابها لا يمكن ان تكون أفضل اذا استمر تغييب الدور المصرفي عن السوق والاقتصاد. بل العكس قد يكون صحيحاً، اذ بات الجميع على قناعة بأن مصير الودائع مرتبط باستمرارية المصارف، وانّ انهيار القطاع يعني ارتفاع فرص ضياع الودائع بالكامل. وبالتالي، من مصلحة المودعين منع افلاس اي مصرف قبل انجاز الاتفاق على طريقة رد الودائع، وأي خطوة تساهم في صمود المصارف بانتظار الاتفاق ينبغي ان تكون موضع ترحيب من المودعين، ومن كل المهتمين بصمود الاقتصاد في مرحلة الانتظار الطويل التي يفرضها عقم الحكومة والمجلس النيابي، حتى الآن.

بالاضافة الى هذه النقطة المحورية في موضوع مصير الودائع، لا بد من الاشارة الى انّ الاموال التي يريد منصوري ان يتم استخدامها في عودة التسليف هي الفريش دولار. وهناك كمية من هذه الدولارات (مئات ملايين الدولارات) مودعة في المصارف يمكن استخدامها لهذه الغاية. لكن طبعاً، لا تستطيع المصارف استخدام هذه الاموال في التسليف اذا لم يتمّ إصدار قانون من مجلس النواب، يحدّد طريقة ردّ القروض، من خلال حذف امكانية التسديد بالليرة او بأية عملة اخرى غير العملة التي يتمّ فيها منح القرض. وهذا يعني ان منصوري يعرف ان دعوته لا تعني ان المصارف قادرة على التسليف فورا، بل انه يمارس نوعاً من الضغط على المجلس النيابي لدفعه الى اقرار قانون يسمح بعودة التسليف.

امّا بالنسبة الى وضع المصارف، فمن البديهي ان هناك مصارف قادرة اكثر من سواها على التسليف اليوم، قبل بدء خطة التعافي، لكن ذلك لا يؤثر على المشروع. وحتى قبل الأزمة، كان هناك تفاوت كبير في اوضاعها، وهذا التفاوت لم يمنع الاستمرارية لكل القطاع.

أما بالنسبة الى ثقة المواطنين، فإنّ عودة التسليف لا تعني ان المواطن سيعود فورا الى نهج الادّخار في المصرف، لأنّ الثقة تحتاج الى وقت لإعادة تكوينها، وتحتاج الى تغييرات واجراءات مطلوب ان تتخذها الدولة. لكن ما سيجري انّ اموال الفريش قد يتمّ تسليفها الى المؤسسات الخاصة الموثوقة حصراً، وهذا امر بديهي، لأنّ هذه الاموال ليست أموال ادّخار في غالبيتها، بل يتم استخدامها للضرورة او في الاعمال، بما يعني انّ المرحلة الاولى ستكون محصورة في تسليف الاعمال، وليس اي نوع آخر من التسليفات.

خطوة عودة التسليف، لن تتم قبل اقرار قانون يحمي الاقراض، ولكن اذا حصل هذا الامر، فإنه ينطوي على فوائد ليس أقلها استخدام الاموال الموجودة حالياً، والتي قد تتجاوز المبلغ الذي سيمنحه صندوق النقد الدولي الى لبنان، في تحريك الاقتصاد، بما يعود بالفائدة على الجميع. بالاضافة الى امكانية عودة دفع فوائد، ولو متدنية، على الودائع الفريش.

أما مصير الودائع والاقتصاد بشكل عام، لا علاقة له بالتسليف المصرفي، بل هو مرتبط بما ستقرره «الدولة» بشقّيها التشريعي والتنفيذي. ومن يعتقد انه يضغط عندما يرفض عودة المصارف الى أداء وظيفتها في الاقتصاد، قبل الاتفاق على مصير الودائع، فإنه في الواقع يشدّ الحبل اكثر حول عنق المودعين من دون ان يدري.

شارك الخبر

مباشر مباشر

08:02 am

اهتمام بريطاني متزايد بالملفات اللبنانية الداخلية

07:59 am

لقاء هوكشتاين – لودريان سيتركز على عنوانين أساسيين.. ما هما؟

07:56 am

هوكشتاين يحطّ في باريس اليوم.. فماذا عن “الاتفاق السرّي” لمنع التصعيد؟!

07:51 am

نقيب الصيادلة: رسائل التهديد أصبحت بعهدة القضاء المختص

07:50 am

حركة المرور كثيفة على هذه الطرقات!

07:45 am

تفاؤل حذر.. والخيار الثالث بات عملياً خارج المعركة الرئاسية

07:42 am

أسابيع حاسمة على جبهة جنوب لبنان..

07:36 am

تفعيل دور “الخماسية” في الأيام القليلة المقبلة؟

07:33 am

موفد بري إلى بكركي يشدّد على الثوابت الوطنية

07:31 am

الاستحقاق الرئاسي تراجع إلى الدرجة الأخيرة من سلّم الأولويات الداخلية والخارجية

07:25 am

أوساط مطلعة: حزب الله سيدرس الواقع الميداني التفصيلي للمرحلة الثالثة في غزة

07:22 am

بوتين يصل إلى أستانا للمشاركة في “قمة شنغهاي”

07:19 am

التنسيق الأميركي – الفرنسي في مراحله “النهائية”؟

07:14 am

«مستوصف» بيروت الحكومي: معدّات بلا صيانة و70 سريراً من أصل 300 (راجانا حمية – الأخبار)

07:11 am

تشكيلات جزئية «استنسابية» لديبلوماسيين من الفئة الثالثة (ندى أيوب – الأخبار)

07:07 am

“أبو فهد” قريباً في بيروت.. واحتمال زيارة وفد أمني مصري للعاصمة

07:04 am

هوكشتين: ما رأيكم بحصر العمليات في شبعا؟

07:01 am

قتيل و7 جرحى في 5 حوادث سير خلال 24 ساعة

06:59 am

“بنك أوف أميركا”: القضاء الأميركي لن يمسّ أصول لبنان الأجنبية

06:52 am

5 مليارات دولار صافي تحويلات الاغتراب

06:47 am

التمديد لرؤساء الأجهزة الأمنية أمام هيئة التشريع

06:44 am

هجمات المقاومة ألحقت أضراراً بـ 130 مستوطنة

06:39 am

عناوين الصحف الصادرة اليوم

06:28 am

أسرار الصحف الصادرة اليوم

06:22 am

خسارة منتخب لبنان لكرة السلة امام اسبانيا في تصفيات الملحق المؤهلة للاولمبياد

11:21 pm

البنتاغون: واشنطن لا تزال تفضّل الحل الدبلوماسي لخفض التصعيد بين “إسرائيل” ولبنان

11:01 pm

القوات المسلحة اليمنية تنفذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت هدفا حيويا في حيفا

10:54 pm

الإليزيه: ماكرون يدعو نتنياهو إلى “منع اندلاع حريق” بين إسرائيل وحزب الله

10:45 pm

البيت الأبيض: لم نقم بإخفاء أي معلومات عن صحة الرئيس بايدن وقدرته على أداء مهامه

10:26 pm

وزير الدفاع بحث في الأوضاع المالية والإقتصادية مع صفير وحبيب

09:57 pm

“الميادين”: مدفعية جيش العدو تستهدف بالقذائف الثقيلة أطراف بلدة الناقورة

09:53 pm

تواصل مخابراتي ألماني بحزب الله؟

09:48 pm

لجنة تقصي الحقائق في تلزيم مشروع اصدار رخص سوق ورخص السير التأمت برئاسة منيمنة وحضور المشنوق وشربل

09:35 pm

السفارة البريطانية تنصح مواطنيها بعدم السفر الى لبنان

09:24 pm

رئيس أركان جيش العدو: نستغرق وقتا في رفح لأننا لا نريد المغادرة دون تدمير البنية التحتية للمسلحين

09:12 pm

بطولة أوروبا: هولندا فازت على رومانيا بثلاثية بيضاء وتأهلت لربع النهائي

09:08 pm

باتيل: الوضع بين إسرائيل وحزب الله هو في أولويات الإدارة الأميركية

08:54 pm

لجنة متابعة القرنة السوداء تشكر السعودية على إدراج مشروع بحيرة عطارة

08:40 pm

“العربية”: فتح تحقيق بعد تعرض مستشارة الرئيس السوري لونا الشبل لحادث سير بدمشق وهي بحالة حرجة

08:24 pm

الصليب الأحمر: مستشفى غزة الأوروبي غير قادر على مواصلة العمل