كتبت “الشرق الأوسط”: خلطت الحرب الدائرة بين حزب الله و”إسرائيل” في جنوب لبنان الأوراق السياسية، وبدّلت صورة التحالفات ما بين حزب الله وأطرافٍ سياسية، إذ لجأ الحزب إلى استمالة بعض القوى الفاعلة على الساحة السنيّة، انطلاقاً من مبدأ أن “جبهة الجنوب فُتحت تحت عنوان نصرة غزّة ومساندتها”.
ويقول حزب الله، بحسب المطلعين على أجوائه، بأن علاقاته السياسية في مرحلة ما بعد الحرب ستكون مختلفة عمّا قبلها. وكشف مصدر سياسي مقرّب من الحزب لـ”الشرق الأوسط” أن العمليات العسكرية “أفرزت واقعاً جديداً ستتوضح صورته كلما اشتدت المواجهة مع العدو الإسرائيلي، واتضحت الخيارات لدى المكونات السياسية”.
وأشار المصدر إلى أن “الحرب على غزّة، التي واكبها الحزب بجبهة المساندة من جنوب لبنان في اليوم التالي لـ(طوفان الأقصى)، خلطت الأوراق على الساحة اللبنانية، خصوصاً لدى الطائفة السنّية، التي تعتبر فلسطين قضيتها الأولى منذ العام 1948 وأنها أهل القضية، وهذا ما ترجمته (الجماعة الإسلامية) التي تحولت عبر (قوات الفجر) إلى تنظيم عسكري مقاوم قدّم ويقدّم قافلة من شهدائه على طريق القدس”.
ولا يبني حزب الله تحالفاته الجديدة على المواقف فحسب، بل يقاربها، وفق المصدر، “من منظور الحاجة إلى اندماج هذه القوى ضمن مشروع حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي”.