رحل البابا فرنسيس بعد اثنتي عشرة سنة من حبريّةٍ طَبَع فيها الكنيسة بطابع التواضع وخدمة الفقراء والمساجين والمظلومين والمهاجرين، ليكون عن حق نهجاً للفقر والسلام، والأهم وفق ما أضاف رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو بو كسم عبر المدى، نهجاً للحوار الفعلي. فالبابا فرنسيس أخذ المبادرة نحو “الاخوّة الانسانية” ووقّع الوثيقة مع شيخ الأزهر وزار السيد السيستاني، وكان يذهب في العمق إلى الحوار مع الكنيسة الأورثوذكسية والمسلمين لأنه اعتبر الحوار طريقاً إلى السلام.
وكما البابا يوحنا بولس الثاني، كان البابا فرنسيس يعتبر لبنان رسالة، وفي آخر لقاء حضره بو كسم في الفاتيكان قبل ثلاثة أشهر قال له الحبر الاعظم: لبنان في قلبي وفي صلاتي، وهو بلد الرسالة وسيكون أفضل مع وجود رئيس جديد وأنا أحب لبنان.
وفي آخر رسائله، ندّد البابا فرنسيس بالوضع المأساوي في غزة واعتبره مخجلاً، وكأن وصيته قبل الرحيل كانت: “أوقفوا الحرب”، وقد كشف بو كسم أن بابا روما خلال الحرب كان يتصل شخصياً بالكهنة والمسؤولين في فلسطين ويطمئن عن الأوضاع ويشجعهم ويدعوهم إلى الصمود وكان داعماً للشعب الفلسطيني ولحل الدولتين ولوقف الحرب.
وداخل الكنيسة قاد البابا الراحل ورشة الإصلاح، فأظهر المشاكل إلى العلن مثل البيدوفيليا وعالجها، وأصلح إدارات الفاتيكان، وأعطى دوراً أكبر للمرأة في الوظائف وفي عملها داخل الكنيسة، وكانت السنة السينودوسية التي أطلقها للتجدد في الكنيسة.
البابا فرنسيس خسارة حقيقية، لا للكنيسة والمسيحيين وحسب بل للعالم أجمع.