على المقلب السياسي، حديث في بعض الكواليس السياسية، لم يؤكّده أحد، عن حراك مكثف متوقّع خلال شهر تموز الجاري، محوره الأساس الملف الرئاسي. واما على المقلب الأمني، فخطّ ناري يزنّر منطقة الحدود الجنوبية، بمواجهات بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، ما زالت على الإيقاع نفسه من الصعود والهبوط، دون ان تتخطّى نطاقها المحصور على خط الحدود، او ترتفع فوق سقف قواعد الاشتباك الحاكمة للمواجهات منذ 8 تشرين الاول من العام الماضي. في انتظار تطورات تحدّد وجهتها، اما في اتجاه التصعيد اكثر، او في اتجاه حل سياسي يبدّد الاحتمالات الحربية، ويعيد الأمن والاستقرار لتلك المنطقة.
وقد برز في هذا السياق، التأكيد الأميركي المتجدّد على لسان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن امس، من انّ لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد الحرب، فلا اسرائيل و”حزب الله” ولبنان وإيران تريد الحرب. وفي موازاة ذلك، برز التحذير الذي اطلقته ايران امس، على لسان القائم بأعمال وزير الخارجية الايراني علي باقري كني، لإسرائيل “من تهديد لبنان”، مؤكّداً “جاهزية المقاومة اللبنانية لمواجهة تهديدات اسرائيل، وانّ إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لخطأ ارتكاب عمل عدواني، نظراً لقوة المقاومة التي لا مثيل لها في لبنان، ولأنّ المقاومة اللبنانية مستعدة تماماً للردّ”.
لا جديد رئاسياً
سياسياً، وعلى ما يؤكّد مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، أن “لا جديد على صعيد الملف الرئاسي، “ما زلنا مطرحنا، حصلت حراكات في الفترة الماضية وانتهت كما بدأت، ولم يتحقق منها ما يمكن أن يشجع او يُبنى عليه”.
وعندما سُئل عن تحّرك ما ستشهده الايام المقبلة، قال: “مين بدو يتحرّك، سمعت متلي متلكم عن حراك جديد، لكن حقيقة انا ما عندي علم بشي، وما حدا بلّغنا شي، ولا نحن طلبنا من حدا”.
وعمّا تردّد عن تحرّك جديد للجنة الخماسية، قال: “لحد علمي ما في شي لا حراكات ولا من يحزنون، لا خماسية ولا سداسية، ولا حتى أحادية. وفي مطلق الاحوال اي تحرّك مرحّب به إن كان هادفاً الى تحقيق توافق بين الاطراف على انتخاب رئيس للجمهورية”.
ورداً على سؤال عن مصير مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال المرجع: “الرئيس بري متمسك بمبادرته لأنّها تحدّد المخرج التوافقي اللازم للأزمة الرئاسية. وهي تحظى بإجماع دولي عليها، وقد عبّرت عن ذلك اللجنة الخماسية، كما انّها تحظى بشبه إجماع داخلي ما خلا بعض الاطراف التي تصرّ على التغريد خارج سرب التوافق. في اي حال، مبادرة بري قائمة، وفي نهاية المطاف كل الاطراف سيعودون اليها”.
بكركي و”حزب الله”
وعلى المقلب السياسي الآخر، أكّدت مجريات الأيام الاخيرة وما حملته من رسائل متبادلة وموفدين بين البطريركية المارونية والمجلس الشيعي، بدّدت الالتباسات التي شابت العلاقة بينهما على خلفية ما ورد في عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي قبل ايام. واكّدت حرص الطرفين على كل ما يجمع بينهما لمصلحة لبنان. كما اكّدت في السياق ذاته على تنقية العلاقة بين البطريركية و”حزب الله”.
وبرز في هذا الإطار ما قاله المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، أمس، بأنّ “لا نية باستهداف “حزب الله” ولا بوصفه بالإرهابي، والبطريرك الراعي لم يقصد “حزب الله” ولا المقاومة في الجنوب التي نقدّر كل تضحياتها وما أنجزته من انتصارات كانت محقة”، موجّهاً التحية “الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب”.
وكشف غياض، انّ “التواصل بين بكركي و”حزب الله” مستمر، ولو كان البطريرك الراعي يعتبر “حزب الله” ارهابياً لأوقف التواصل معه، لأنّه لا يحاور ارهابيين”، كاشفاً انّ “سفراء طلبوا من البطريرك الراعي وصف “حزب الله” بالإرهابي، وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً، مؤكّداً انّ الحزب فريق لبناني”.