قال العميد المتقاعد أمين حطيط في حديث لبرنامج “مانشيت” عبر اذاعة صوت المدى، “نعلم ان العدو الاسرائيلي عندما قام بعدوانه على غزة نفذه تحت عنوان “المناورة البرية” وهذا مصطلح يعني به الاقتحام والهجوم البري للاحتلال والسيطرة وقد نفذ العدو الاسرائيلي هذه المناورة اي العدوان البري على مراحل ثلاث، الاولى في شمال قطاع غزة وادعى انه استطاع ان يفكك المقاومة وكان هذا كذباً وانتقل الى منطقة الوسط في خان يونس ونفذ العمليات العسكرية ذاتها التي نفذها في الشمال وادعى ايضا انه فكك المقاومة واخيرا قال ان هذه المناورة البرية يستوجب الاستكمال بالدخول الى رفح وهذا ما نفذه وبالتالي يكون الجيش الاسرائيلي عبر استخدام عنوان المناورة البرية نفذ كل ما يريد على الاقل اعلاميا، لكن الآن وصل العدو الى الحائط المسدود لانه دخل كامل القطاع والمقاومة ليست معنية بمنعه من الدخول انما لم يستطع ان يحقق اي انجاز عسكري لذلك يلوح العدو بالانتقال الى نوع آخر من الحروب او تنفيذ خطة اعتمدتها الولايات المتحدة الاميركية عندما كانت في العراق وتقوم هذه الخطة على القيام بالعمليات التالية: 1- الحصار على الحدود، 2- الحصار الاقتصادي والدخول في معادلة الاستسلام مقابل الامن، 3- ان يقوم بمعالجة بنك اهداف بعناية بالغة يشمل البنية التحتية ومراكز القيادات ومنصات الصواريخ، ولكن هناك عقبة تعترض العدو الاسرائيلي في هذا الموضوع هي ان بنك الاهداف الذي تستوجبه المرحلة الثالثة غير موجود ميدانيا على الارض”.
واضاف حطيط: “المرحلة الثانية وتكثيف هذه العملية في المرحلة الثالثة يدل على ان المرحلة الاولى كانت القصف الناري التدميري الذي مارسه العدو لمدة تتراوح من 7 الى 10 ايام منذ بدء العملية والمرحلة الثانية كانت هي مرحلة المناورة البرية واليوم هي المرحلة الثالثة وهذه المرحلة تؤمن لـ”اسرائيل” 3 مكاسب رئيسية” ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كان يحضر له قبل ان يذهب الى اميركا في 24 تموز الحالي حتى يكون لديه شيء يقدمه للاميركيين في خطابه امام الكونغرس”، مؤكداً ان “عندما ينتقل الى المرحلة الثالثة والحصار يعني بمعنى آخر يتوقف العدوان البري والاقتحامات، نكون امام نمط جديد من الحروب وبما ان هذا النمط يفتح “حرب استنزاف وحرب ضغط وتدمير” وبالتالي سيكون هناك تناغم بين اداء المقاومة هنا واداء المقاومة في غزة فلا يمكن ان تهمد نيران جبهة القتال في جنوب لبنان طالما ان هناك نيرانا وان كانت من نوع آخر في غزة، وتوقف القتال او العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية رهن “بعنوان واحد” هو توقف القتال على جبهة غزة”.
وعن الانتخابات في فرنسا واميركا، اوضح “ما يحصل في فرنسا اولا يبدو ان شيئا كبيرا يتحضر ينبغي التوقف عنده ولكن ينبغي ايضا التوقف عند نقطة اساسية تعطي الحق لرئيس الدولة باختيار وزير الدفاع ووزير الخارجية كائنا من كانت الاكثرية التي ستحكم فبالتالي لا اعتقد ان هناك انقلابا دراماتيكياً سيكون في فرنسا كما يظن البعض حتى لو وصل اليمين المتطرف الى الحكم”، مضيفاً “اما بالنسبة لاميركا فالوضع هناك يمكن ان يقارب من عنوانين: 1- وضع حسم على الاقل نظريا ما بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب في المناظرة الاخيرة وهذا الحسم هو لصالح ترامب ولكن ايضا للحزب الديمقراطي فرصة مناورة اخيرة قبل اجتماع المندوبين واختيار مرشحين لخوض المعركة الرئاسية وهو تغيير بايدن لذلك علينا الانتظار في الاسابيع الخمسة المقبلة لنعرف القرار النهائي للحزب الديمقراطي وان كان بامكانه خلال الاشهر الـ 4 المقبلة ان يعدل الميزان او لا ولكن اذا جاء ترامب الى السلطة فان التغيير الاول سيكون باتجاه اوكرانيا اما بالنسبة للشرق الاوسط و”اسرائيل” فإن ترامب سيزايد على بايدن في دعمه لـ”اسرائيل” واعطاء نتنياهو اكثر مما يبتغي، ولكن في هذه النقطة من يظن ان من يلجم نتنياهو عن العدوان على لبنان هو اميركا منفردة اعتقد انه يمكن ان يقال له ان ظنه خاطئاً لان الذي يلجم “اسرائيل” عن العدوان حقيقة هو قوة الردع التي يمتلكها حزب الله، والقوة الرادعة التي تمتلكها المقاومة هي التي تحمي لبنان بشكل اساسي من اي عدوان يمكن ان يرتكبه العدو الاسرائيلي”. وقال: “حتى هذه اللحظة استبعد بنسبه عالية جدا قيام العدو الاسرائيلي بمثل هذا العدوان لانه باهظ الثمن”.